من الصادق شعبان إلى قيس سعيد: “هل تنتظر حتى حصول الكارثة؟ و اذا احترق البيت، لا تبحثوا عن المفتاح لدخوله”
في رسالة مفتوحة توجه بها مساء اليوم الاربعاء 25 نوفمبر 2020، حمل الصادق شعبان الوزير السابق للعدل و للتعليم العالي، مسؤولية ما يحدث وما سيحدث في البلاد لرئيس الجمهورية قيس سعيد و يقول له ان الامانات الكبرى التي في عنقه، السير السليم للمؤسسات، استمرار الدولة، وحدة الوطن و سلامة التراب…
ننشر في ما يلي الرسالة كاملة للصادق شعبان:
“سيدي رئيس الجمهورية
اخي و صديقي قيس سعيد
كتبت إليك كلمات سابقة و هذه كلمات أخرى …
حبي لوطني يفرض علي الكلام من أي موقع …
حبي لوطني يدفعني لمساعدة كل مسؤول أي مسؤول كان من أي اتجاه كان …
المساعدة هي لهذا الوطن الذي أعطاني الكثير و لم أعطه ما يكفي …
انت المسؤول الاول سيدي الرئيس…
في عنقك الامانات الكبرى : السير السليم للمؤسسات ، استمرار الدولة ، وحدة الوطن و سلامة التراب …
هذه الآن مهددة ، هل تعلم ؟
هل ننتظر حتى حصول الكارثة ؟
هذا غير معقول و غير مقبول …
كل دساتير العالم منذ التاريخ القديم … كل الأنظمة برلمانية كانت أم رئاسية … كلها تعطي لرئيس الدولة أمانة اولى : ضمان بقاء الدولة و تأمين سلامة الناس …
ليست مسألة صلاحيات… انها مسألة بقاء …
و رئيس الدولة عند الأزمات الخطيرة الصلاحية الأعلى التي تعلو كل الصلاحيات …
الأوضاع الاقتصادية تتردى… الانتفاضة الاجتماعية على الأبواب… لن تقدر المؤسسات أن تطوق الأزمات و لا أن تحول دون الانفلات…
السبب سيدي الرئيس ليس في التفاصيل… السبب هيكلي ، يمس المنظومة السياسية ككل …
المكنة السياسية معطلة … المشهد متعفن … الكل يجذب في كل الاتجاهات …
و الأجنبي حولنا و بيننا وفينا يتحكم في الخيوط …
إصلاح المكنة ضروري … و العطب معروف …
ما ينتظرنا هو الإقدام… الشجاعة… الجرأة…
هذه هي مبادرة الشجعان…
إقدام شخص آخر يسمى إنقلابا … إقدامك انت كرئيس دولة يسمى إنقاذا…
انت المسؤول … دستوريا انت المسؤول … تاريخيا انت المسؤول … لو قدر الله تنفلت الأمور يحتسب الانفلات عليك …
رأيي قلته ألف مرة … لم اتردد في إعادته عديد المرات … و ها انا أعيده اليوم …
إذهب الى الشعب … لا تتقيد بتفاصيل الدستور … لان الدستور خاطئ ،